قصة واقعية: الزوجة مرحة والزوج عابس مالحل

قصة واقعية: الزوجة مرحة والزوج عابس




كثير من الزوجات تعتبر المزح ولو وصل للسخرية باللسان (مزحاً) أو لضرب الزوجة للزوج بيدها على كتفه أو صدره أو (قرصه) بأصابعها أمام الناس سواء بمواصلات عامة أو أماكن عامة كالمطاعم والكوفي شوب هو نوع من المرح وتخفيف الجو كما يقال.

بعض الأزواج يعتبر هذا المزح خطأ ويقلب الموضوع لجدية صارمة خاصة لو كان الزوج بطبيعته شخص متزن يحترم نفسه وطبيعة المكان الذي يتواجد فيه.
وتزيد الطينة بلة عندما ينبه الزوج مرارا وتكرارا على زوجته منذ أكثر من 12 سنة زواج مثلاً:
يقول صاحب القصة، قلت لها “يا حبيبتي لا تمزحي معي بيدك أو لسانك بالأماكن العامة” وتصر الزوجة وتنسى حالها وتخالفه بكل مرة فتنقلب النزهة والطلعة في لسلسلة من الخلافات والنكد.
وتزيد الزوجة الأمور تعقيدا باتهام الزوج بأنه زوج جامد وليس عنده مرونة بالتعامل وأنه متجرد من المشاعر وواقف لها على الغلطة، وهذا كله قد يكون اتهامات غير صحيحة من الزوجة.
يقول صاحب المسألة: أنا شخص طيب وأحترم ذاتي وبنفس الوقت أحب الفكاهة والمزحة. لكن بالأماكن العامة لا أحب لفت نظر الأخرين بالمزح الزائد سواء مع الأصدقاء أو الأهل أو مع الزوجة، وزوجتي عكسي تماما فقد نشأت في بيئة متحررة منطلقة أكثر من اللازم فلا حرج عندها أن تمزح هي وصديقاتها وتعلو أصوات الضحكات والقفشات داخل سيارة أجرة أو ميكروباص أو أي وسيلة مواصلات عامة، وقد يحدث ذلك بالمطاعم وكل الأماكن العامة.
ويضيف: أرادت زوجتي نقل تلك الثقافة لحياتها الزوجية معي فرفضت ذلك تماما منذ البداية، ولكنها في كل مرة تكرر نفس الخطأ بل ووصل الحال أنه أصبحت تضرب ابننا الصغير بالأماكن العامة تنفيسا عن منعي لها من المزح بالأماكن العامة.
أسمعها تحكي عبر الهاتف عني لوالدتها باتهامي بأني زوج وأب نكدي وكل خروجاته مشاكل ونكد. مع العلم أنني كريم جدا معها ومع أسرتي وأغدق عليهم كل ما أملك وأخرجهم وأسفرهم لأرقى الأماكن وكل ما أريده منها هو احترامي خارج البيت وألا تمزح معي باللسان واليد بالأماكن العامة لأنها ثقافة مرفوضة عندي، فهل بذلك أنا على خطأ يا سيدي؟

الجواب:
أيها الزوج الحبيب نحن في أيام أعياد ومناسبات سعيدة تتطلب منا رقة المشاعر وأن نكون لطفاء وظرفاء مع من حولنا من زوجات وأبناء وإخوة والأصدقاء، فالكلمة الحلوة والمزحة البريئة لا حرج فيها، وحاول أن تستوعب شخصية زوجتك وتفهمها بالتدريج طبيعتك، فلتنزل أنت قليلا لمستوى ثقافتها الاجتماعية ولتعلو هي قليلا لمستوى ثقافتك الاجتماعية. لأنك تضيع كرمك وجودك معها كزوج بالشدة بالتعامل والتفريط بالجمود، والمؤمن كما جاء بالأحاديث “إلف مألوف” أي يحب الناس ويحبه الناس ويألفوه ويستمتعون بالتحدث معه والجلوس إليه. فليست الجدية والصرامة مطلوبة بكل وقت ومكان وليس الإفراط في المزح والهزر مطلوبا بكل وقت ومكان.إنما ديننا دين الوسطية والاعتدال.
أما أنت أيتها الزوجة الفاضلة فلا بد أن تفهمي طبيعة زوجك وتكونين على خط متواز مع شخصيته حتى لا تصطدمي به وتنشأ الخلافات، فلو كان الزوج من النوع المنطلق مثلك فلا حرج من المزح معه طالما أنه يتقبل ذلك (أقصد بالأماكن العامة) وإن كان من النوع الذي يحافظ على مظهره الاجتماعي خارج البيت وأمام الناس فلا داعي من المزح والهزار الثقيل.
وإن كنت أرى كمتخصص أنه لا داعي أصلا من المزح باليد وباللسان من الطرفين كليهما بالأماكن العامة، لأنها في غالب الأحيان قد تنفرط الأمور وتزيد عن حدها ولا نضمن مدى التقبل النفسي والمزاجي للطرف الأخر لتلك المزحة، فالأسلم والأحوط احترام الأماكن العامة.